كيف تتعامل مع الله ((اذا خلوت به ))

إذا كنت تحصل على كمية معينة من الحسنات مقابل عباداتك
فإن نفس هذه العبادات لو فعلتها في الخلوة لوحدك
فستحصل على حسنات أكثر اللهم إلا العبادات التي تجب مع الناس فهذه الواجب فيها أن تؤدى مع الناس مثل صلاة الجماعة
للرجال .. الحج .. وغيره

أما النوافل فالأفضل أن تكون بالسر عندما تخلو مع الله

بينك وبينه فقط

والإنسان الذكي يعرف قيمة الخلوة

وعليه أن يستغل وجودة لوحدة بأعمال معينة

لو عملها في غير الخلوة لما حصل على نفس الأجر !

فإذا كنت لوحدك فاستثمر كل دقيقة

لأن والله نعيش في زمن يكون الإنسان غالب الوقت مع الناس

لا يخلو بنفسه إلا قليلاً

إما أن يكون بالدراسة أو العمل ثم يرجع إلى الزوجة والمنزل

والأولاد أو يخرج مع الأصحاب في الخارج

لا يجلس لوحده مدة كثيرة







وتوجد أشياء يعظُم أجرها فعلاً بالخلوة

مثـــــــــــلاً


*** بكاء العبد من خشية الله عموماً له أجر ..




فإذا حدث هذا البكاء في الخلوة

فسيأذن الله له بأن يدخل تحت ظل عرش الرحمن

عندما يكون الدخول تحت هذا العرش أمنية كل واحدٍ منا

يوم القيامة ..


يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

"سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ " ( متفق عليه)

ثم ذكر منهم " ورجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه "


*** كذلك لو تركت المعصية عموماً فإنك ترتفع درجةً عند الله

لكن نفس المعصية لو تركتها

وأنت خاليٍ لوحدك لرفعك الله درجات أكثر ..


من منــــــــا لا يذنب؟؟؟؟

كلنــــــــا أصحاب ذنوب


وغالباً يكون عند الإنسان قلقٌ من بعض السيئات والذنوب

التي فعلها في السابق


فكيف سيُقابل بها ربه ؟

وهل ستزعجه هذه الذنوب في قبرة أم لا ؟



طيب ما رأيكم أن نمسحها؟؟

نمسحهــــــــــــا

كيـــف؟

في المستقبل إذا عُرضت عليك معصية

وأنت لوحدك وتستطيع أن تفعلها

حاول حاول قدر المُستطاع أن تتركها وسيغفر الله لك ذنوبك

الأخرى بل وسيزيدك فوق ذلك رصيداً من عنده

فيُعطيك أجراً كبيرا

قال تعالى في سورة الملك:

{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌۭ وَأَجْرٌۭ كَبِيرٌۭ}الملك (12)



لاحظ أن الله ذكر هذه الآية مباشرة بعد أن وصف النار

وكأن مخافة الله بالخلوة هي النجاة من تلك النار!


فإذا نجوت من النار فأين ستذهب ؟؟؟


كلنا سيقول إلى الجنة طبعاً إن شاء الله


سؤال: جنة واحدة فقط ستدخلها؟

لا,الذي يخاف ربه لا يحصل على جنة واحدة فقط

بل يحصل على جنتين اثنين

الناس عندهم جنة واحدة وهو يملك جنتين اثنتين

قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ}الرحمن(46)



يقول بعض الصالحين:

"كم من معصية في الخفاء منعتني منها هذه الآية

{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ}"الرحمن(46)

إذاً الخلوة بالله غنيمة

ليس كل الناس يُحسن التصرف فيها

ليس كل الناس يفوز بها

والله أنا لا أخفيكم أنا الآن أخشى أن أستمر في ذكر فضل حسن

العبادة في الخلوة فتظن أني أبالغ !!

وأنا والله والله لا أبالغ !


هذا هو كتاب الله هذه سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

لا يوجد شيء من عندي

بيني وبينكم أتدرون أن الإنسان إذا استمر على خشية الله

في الخلوة


إذا استمر على ذلك

أتدري ماذا سيرى أمامه ؟

سيــــــــرى الله

نعم سيرى الله تعالى بجماله وجلاله وصفاته يوم القيامة

كما أنه الآن يرىالقمر ليلة البدر

عندها سيشعر بلذة في صدره ما أحس بها منذ أن ولدته أمه !

أجمل وألذ وأحلى شعور يمكن أن يمر عليك في حياتك كلها

هو شعور اللذة برؤية الله تعالى



ولهذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول في دعائه:

"وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم"


أي شيء أحلى من أن يكون الله تعالى

الذي لا إله إلا هو متجلياً لك ؟!

قد كشف لك عن الحجاب فينظر العبد إلى الله تعالى نظره

لا مثيل لها

كل هذا لأني خشيته بالخلوة؟!!

نعـــــــم طبعاً .. هو الذي حكم بذلك

قال الله تعالى في سورة ق:

{مَّنْ خَشِىَ ٱلرَّحْمَـٰنَ بِٱلْغَيْبِ وَجَآءَ بِقَلْبٍۢ مُّنِيبٍ ﴿33﴾ ٱدْخُلُوهَا بِسَلَـٰمٍۢ}


يعني ادخلوا الجنة

{ذَ‌ٰلِكَ يَوْمُ ٱلْخُلُودِ ﴿34﴾ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا}

يعني في الجنة


{وَلَدَيْنَا مَزِيدٌۭ ﴿35﴾}



أتدري ما هو المزيد؟


المزيد هو رؤية الله تعالى كما ذكر ذلك

النبي صلى الله عليه وآله وسلم

جبريل أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنهم يسمون

اليوم الذى يرى فيه الخلق ربهم يسمونه يوم المزيد

هل لاحظت معي كيف أن الجزاء من جنس العمل







لاحــــــــــــــظ

لما ترك العبد المعصية أثناء الخلوة لأن الله تعالى ينظر إليه

ترك المعصية أثناء الخلوة لأن الله ينظر إليه أعطى الله تعالى

العبد يوم القيامة النظر إليه

ومن حسن تعاملك مع الله تعالى إذا خلوت به أن تستشعر

المحبة

أنك تحبه لأن المُحب دائماً يريد أن يخلو بمحبوبه

فيكلمه ويشتكي إليه


قلت لليلي هل بجوفك سرٌ عامر بالحديثِ والأسرارِ

قال لم ألقى في حياتي مثل حديث الأحباب في الأسحارِ



حاول أن تكلم ربك في الخلوة وأن تتعبده لوحدك

حُباً ورجاءً وهيبة


هذا الشعور هو طعم السعادة التي لم يذقها كثير من الناس

يقول داود الطائي:

"والله لولا العبادة التي في الليل لما أحببت البقاء في دنياكم هذه"

ويقول آخر: "والله إني لتمُر بي أوقات أقول إذا كان أهل الجنة يحسون بالذي أحسه به الآن إذاً هم بخير"



أحياناً يسجد الإنسان سجدة طويلة يُكلم فيها ربه يتكلم ..

يتكلم ولا يشعر بطولها

من أحلى الدمعات والله دمعة الخلوة

ولا يعرف معنى هذا الكلام إلا الذي ذاقه

فهنيئاً لمن كان بينه وبين ربه حب وعبادة وركعات في الخلوة !

لإن الله تعالى يُعد لهؤلاء مفاجئة يوم القيامة

لم يكشف عنها سبحانه

قال تعالى عن الذين يتعبدون بالخلوة:

{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌۭ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍۢ}السجده (17)

أعد لهم مفاجئة

لكـــــــــــن

ما هي هذه المفاجئة؟

الله أعلم


هو قال سبحانه: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌۭ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم}

لا تعلم يعني لا تعلم

لكني متأكد بأنها مفاجئة جميلة ورائعة

لأنه سبحانه جميل ويحب الجمال,

اختياراته دائماً تكون جميلة مثله سبحانه,

هو عودنا على ذلك

وانظروا كيف أن أهل الخلوة أخفوا عباداتهم في الدنيا

فأخفى الله جزائهم الذي سيكون في الآخرة

جزاء من جنس العمل

زيادة في التشويق والسعادة

وأهل المحبة الذين طالما تعبدوا الله بالخلوة

ينتظرون هذه المفاجئة على أحر من الجمر

لأنهم يعلمون أن الله سيفرح بإعطائها لهم

وهم يحبون أن يفرح ربهم سبحانه ويحبون الشيء

الذي يحبه هو سبحانه





باختصــــــــــــــــــار


استغل هذه الخلوة قدر المستطاع

إياك أن تكون أول الخاسرين بالخلوة

إياك أن تكون من هؤلاء الذين إذا حصُلت لهم الخلوة بالله

فإن أول شيء يفعلونه له سبحانه هو أن يعصوه



انتبـــــــــــــــــــه


لا يكون الله في قلبك هو أهون من ينظُر إليك


فإنه عزيز سبحانه

يستحي منا

فمن باب أولى أن نستحي نحن منه !!

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك


ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك

ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا