همسات عذرية

هو جسدها تتألف فيه كل أشكال الحياة وألوانها.بداخله لا مجال للموت إلا مرتان.الأولى بسبب جرح نازف طاعن بالقلب.والثانية عند مفارقته للحياة.هو جسدها.ليس بمثل أي جسد.إنه جسد أنثى منحوت على شكل جيتار.تنتغم فيه كل الأوتار.فالقلب وتر.والإحساس وتر.والصوت وتر.والروح وتر.وأنوثتها آخر وتر.وكل وتر بجسدها له لحن قاتل لمن يسمعه.وإن كنت أن...ت أول من يسمع.فلنبدأ بلحن القلب.تتمايل معه نبضاتك.تتسارع الدماء إلي رأسك.تندفع حد الغليان.فتتصارع أحاسيسك بين أن تحب هذه الأنثى أو لا.أراك مازلت لم تقتنع.إذآ فلنكمل باقى العزف على أوتارها.لنجرب وتر الإحساس.ولحنه تسمعه عبر عيناها.تلك التى تبث مشاعرها.وتنثر دفئآ إذ تجمد الكون لذاب إثر نظرتها.وإذ إحتضنت براحة يديها زهرة ذابلة لنضجت الزهرة.أراك بدأت تفكر فيما أقول.لكننا مازلنا نعزف على الأوتار.لنختبر وتر صوتها.تهمس في أذنك عبارة عابرة.بسيطة.وفى همساتها نداء خفى.فالصوت له أسراره وخباياه.وهو سلاحها الفتاك.قد تعشقها فقط ما أن تسمعها تناديك.صوتها كناي حزين إذ بكت.وكفيثارة سعادة إذ إبتسمت.فمابالك إذ أيقظتك في الصباح هامسة(صباح الخير).أرى عيناك بدأتا تلمعان كماستان في ثوبها الشفاف.أستطيع أن أقرأ ما يجول بخاطرك.لكن لا عليك.فلنكمل العزف على أوتارها.فلنسمع وتر الروح.ومعها قد إختلفت معانى الروح وخواصها المعهودة.فالروح في جسدها أسطورة.تبحر وتذوب بجسدها .تروى حواسها.فروحها غنية كنهر عميق.جسدها فيه كجزيرة نائية.لم يغزوها أحد.ولم ترتسم على رمالها أحرف ولم تطأها خطى.وأنت ستكون أول مهاجر إلى جزيرتها.أشعر أنك قد غلبتك أمانيك.وقد تكون قهرت صمودك.تماسك.إنتظر.لا تنهار.مازال أمامنا بعض الوقت لآخر الأوتار.وهو أنوثتها.فهيا بنا لنستمع لآخر لحن.أنوثتها كوكب معلق بين السماء والأرض.فطرية.لم تلوثها الحضارات.العشق لغتها الوحيدة.لكنها إن أحبت لا تبوح.أنوثتها ثائرة على المألوف.لكن في خجل وخوف.صراخها محبوس.والشوق بداخلها أسير بقفص المشاعر العذرية.خلف أسوار الحذر.تهمس همساتها العذريةلخرق قضبان المشربية.تكتم هواجسهاالمبعثرة.داخل جسدها المتوتر.تطالب بالإفراج عن الكلمات المكبوته.تتمنى أن يكون همسها صراخآ وحبها مباحآ.لكن حتى الآن مازالت مشاعرها مسجونة.تعربد في قيد مغلول.لكنهاتمتلك بفتنتها أسرارالليل.ورائحةالفجر ولون المساء الوردى عندما يكسو كل الشرفات.أراك صامت متعجب معقود اللسان.أمام ألحان أنثى قد قادتك حتمآ إلي الإنهيار.