هذه قصة شاب من احدى الدول العربية تعرفت عليه في بريطانيا, بدايته كانت عادية ككل الشباب العرب, دراسة و تخرج فخدمة عسكرية, يليها بحث طويل و شاق على وظيفة او شغل اي شغل المهم ان يبدا و يضع قدمه على الدرج الاول من ذلك السلم الطويل.
تمضي الايام والشهور و السنوات و لا يحقق اي من احلامه و طموحة الكبيرة, فيقرر الهجرة او لنسميها الهروب, لانها كانت هجرة غير شرعية غير مضمونة العواقب.
غادر اولا الى ايطاليا و منها الى فرنسا و هناك حاول ان يجد طريقة لتسوية وضعيته فكان يشتغل اي شئ و في اي وقت و اي مكان, المهم ان يجمع المال و ان يكون حذرا لان الشرطة تطارد المهاجرين الغير شرعيين في كل مكان.
في يوم اسود من ايام هذا الشاب المعتر, اين حاول ان يتملص من ايادي الشرطة و هو على متن قطار, سقط و تعرض الى اصابة خطيرة في ظهره, نقل الى المستشفى حيث اتضح انه مصاب في عموده الفقري و انه مشلول القدمين. بقي في المستشفى لمدة معينة ثم نقل الى مركز خاص للبحث في قضيته و اوراقه. حيث نصحه بعض الاصدقاء بالرحيل الى بريطانيا و طلب اللجوء السياسي على اساس ان بريطانيا احسن من فرنسا, حيث يمكنه العيش و الاقامة و اعاقته سوف تكون كافية للحصول على اقامة دائمة هناك.
هذا ما فعل بالضبط, و فعلا تم التكفل به لحين صدور قرار وزارة الداخلية و الهجرة فيما يخص قضيته. و كانت صدمته كبيرة حينما رفض طلبه و صدر امر ترحيله الى بلده الاصلي بعد ان استنفذ كل طرق و وسائل الطعن. و لكنه كان يرفض العودة, ليس لانه لا يحب بلده او انه لم يشتق لاهلة بعد طول عذاب و غياب, بل فقط لانه يعرف انه عائد الى نقطة البداية محطم و معاق حيث عليه ان يقضي بقية ايامه على كرسيه المتحرك في شقة والديه الصغيرة المكتضة و الواقعة في الطابق الخامس من عمارة بدون مصعد.
قد تكون هذه نهاية القصة بالنسبة لنا و لكن هي في الواقع بداية فصل جديد من حياة هذا الشاب الذي تحولت احلامه الى كابوس. كما يمكن ان تكون درسا وعبرة لكل اولائك الشباب المغرر بهم و دافعا لهم للتمسك ببلدهم و العمل على بنائه و رفعه بين الامم, عوضا عن الجري وراء اضغاث احلام.
منقول.
تمضي الايام والشهور و السنوات و لا يحقق اي من احلامه و طموحة الكبيرة, فيقرر الهجرة او لنسميها الهروب, لانها كانت هجرة غير شرعية غير مضمونة العواقب.
غادر اولا الى ايطاليا و منها الى فرنسا و هناك حاول ان يجد طريقة لتسوية وضعيته فكان يشتغل اي شئ و في اي وقت و اي مكان, المهم ان يجمع المال و ان يكون حذرا لان الشرطة تطارد المهاجرين الغير شرعيين في كل مكان.
في يوم اسود من ايام هذا الشاب المعتر, اين حاول ان يتملص من ايادي الشرطة و هو على متن قطار, سقط و تعرض الى اصابة خطيرة في ظهره, نقل الى المستشفى حيث اتضح انه مصاب في عموده الفقري و انه مشلول القدمين. بقي في المستشفى لمدة معينة ثم نقل الى مركز خاص للبحث في قضيته و اوراقه. حيث نصحه بعض الاصدقاء بالرحيل الى بريطانيا و طلب اللجوء السياسي على اساس ان بريطانيا احسن من فرنسا, حيث يمكنه العيش و الاقامة و اعاقته سوف تكون كافية للحصول على اقامة دائمة هناك.
هذا ما فعل بالضبط, و فعلا تم التكفل به لحين صدور قرار وزارة الداخلية و الهجرة فيما يخص قضيته. و كانت صدمته كبيرة حينما رفض طلبه و صدر امر ترحيله الى بلده الاصلي بعد ان استنفذ كل طرق و وسائل الطعن. و لكنه كان يرفض العودة, ليس لانه لا يحب بلده او انه لم يشتق لاهلة بعد طول عذاب و غياب, بل فقط لانه يعرف انه عائد الى نقطة البداية محطم و معاق حيث عليه ان يقضي بقية ايامه على كرسيه المتحرك في شقة والديه الصغيرة المكتضة و الواقعة في الطابق الخامس من عمارة بدون مصعد.
قد تكون هذه نهاية القصة بالنسبة لنا و لكن هي في الواقع بداية فصل جديد من حياة هذا الشاب الذي تحولت احلامه الى كابوس. كما يمكن ان تكون درسا وعبرة لكل اولائك الشباب المغرر بهم و دافعا لهم للتمسك ببلدهم و العمل على بنائه و رفعه بين الامم, عوضا عن الجري وراء اضغاث احلام.
منقول.